مرت شهور طويلة، والقروب عايش على ذكريات يارا وأريام. لا صوت، لا رسالة، ولاتفاعل منهم .. كل يوم أحد يسأل:
وين يارا؟
وين أريام؟
والكل يرد: يمكن انشغلوا… يمكن حذفوا بلاتو… يمكن خطفهم داف!
طبعاً الكل يضحك على الفرضية الأخيرة… بس الحقيقة؟ كانت أفظع من الخيال
في بيت شعبي خارج النطاق العمراني، كان داف يعيش حياة مزدوجة. أمام الناس، هادي وثقيل. لكن خلف الستار؟ مختطف اثنين من بنات القروب، حابسهم في غرفة، والهدف يكونون شغالات عنده .. كنس، طبخ، غسيل، وترتيب أدواته الغريبة.
كانوا ينادونه “الأستاذ داف”، واذا ما قالوا له “أستاذ”، فيه عقوبة تنتظرهم: تنظيف السقف بفرشة أسنان! .
يوم من الايام في غرفة مظلمة هدوء مافيه الا صوت مكيف خربان يرن بالزاوية. أريام كانت جالسة على كرتون قديم مفروش بالارض، ايديها مربوطه بحبل خشن ووجهها مغبر .. بالجانب المقابل بنفس الغرفة، كانت يارا أيضاً تتنفس بصعوبة، وتحاول تفك الحبل اللي بيدينها باستخدام مشبك شعر قدرت تسحبه من شعرها بطريقة احترافية.
بنفس اللحظه يدخل الغرفة داف ومعه صحن فيه بيض مسلوق وكوب شاهي . لابس روب منزلي شاريه من "شي إن" عليه تخفيضات وفوقه شرشف السرير يسحبه معه .
قال بصوت هادي:
“اسمعوا يا بنات، من اليوم ورايح قررت أبدل الأدوار بينكم .. أريام انتي تغسلين. يارا انتي تطبخين. ما أبي أسمع ولا كلمة"
أريام رفعت راسها وقالت:
“داف؟ دز امها قسم بالله راح تندم. والله لأخلي رندا تبرك عليك"
داف انفجر ضحك:
“رندا؟!
يا روح ماما ، ماحد بيوصل لكم هنا. أنتم هنا في أطراف الديرة ، مافيه لا نت ولا برج جوال ولا أحد حولكم. يعني حتى النمل اللي برا مايسمعونكم ”
وضحك ضحكة شريرة بايخة وطلع من عندهم .
بعد كم ساعه …
يارا كانت تحاول تهرب، بس المكان كله كاميرات،
لكن يارا ما كانت عادية… كانت ذكية، وباردة، وتخزن خطط براسها .
يارا بصوت خافت:
أريام… اسمعيني… أنا عندي خطة. بس اصبري لين ما ينام.
أريام: يارا لا تورطينا، أنتي يادوب تدرين وين يمينك من يسارك بهالمكان!
بس يارا كانت صامله، اشتغلت بخفة، استخدمت المشبك، وفكت الحبل، ثم ساعدت أريام، لكن قبل لا تخلص… سمعوا صوت داف يرجع!
يارا وأريام بحركة سريعه رجعوا لوضعهم كأنهم مربوطين ونايمين!
داف دخل، شاف الوضع ساكن، عطاهم نظرة وتأكد انهم نايمين، بعد ماتطمن راح ينام .
بعد مرور وقت كافي انهم يتأكدون ان داف يغط في نوم عميق، يارا تطلع من الغرفة وتدخل الصاله حصلت داف نايم ويشخر ومشغل قناة المجد للقرآن ..
قدرت انها تسرق منه المفاتيح بحركة سريعه وفتحوا الباب الخلفي، طلعوا يركضون ركض كأنهم في سباق مع الريح، فجأه داف قدامهم:
“وين رايحة يا بنت؟”
يهجم عليهم يحاول يمسكهم، يارا قدرت تتجنبه لكن للأسف قدر يمسك أريام .
يارا وهي تركض:
راح ارجع انقذك يا أريام ثقي فيني.
ركضت يارا بكل قوة وخطواتها تسبق تفكيرها ..
وأخيرًا وصلت القروب، دخلت وهي تتنفس بصعوبة، وكتبت أول رسالة بعد غياب طويل:
“يا جماعة وينكم ؟ نا كنت مُختطفة!”
هديل كتبت: “هاه؟ جد؟ ولا تسوين مقلب؟”
نوف: “وين أريام؟”
نزلت دمعة يارا وكتبت:
“داف خطفنا أنا وأريام … أنا قدرت أهرب… وأريام للحين عنده"
مصير أريام مجهول إلى هذه اللحظه …
تعليقات
إرسال تعليق