الحلقة 19: موها – القصيم يتذكّر

 


المكان: وادي عميق بين جبلين، فيه طيف من الألوان السماوية والهواء ساكن كأن الزمن متوقف

الزمان: قبل لحظات من الخطوة الأخيرة


المجموعة جالسة على شكل دائرة حول نار صغيرة، يتبادلون النظرات، تعبانين من اللي صار، وكل واحد فيهم يحاول يراجع اللي مر فيه.


وفجأة، وسط الصمت، يطلع صوت رجل ينادي من بعيد:

“ماشاءالله انتم مبوبزين بذا !!”


كلهم يلتفتون، وعيونهم تتوسع، طالع شخص ما قد شافوه من قبل في الرحلة…


يدخل “موها” لابس ثوب نوم وشماغ بدون عقال وماسك قنو نخله فيه تمر سكري 


موها :

“اخيرا لقيتكم… والله يا ان لي اربعت ايام سردادي مردادي بين الجبال … مابوه احدن بذا أبد اللهم ياكافي " 



مرعي يقوم يوقف:

“ياولد انت تشبه موها؟”


موها يبتسم:

“صادز انت ؟ انا انا موها… ومحد يعرفن ، بس أنا أعرفكم كلكم اولاه من كثر ما كنت أتجسس على القروب بصمت”


بينما كان الجميع متحمس مع موها، لكن فجأة صوت ثاني يقطع اللحظة


“سلخير !”


يلتفتون، ويشوفون حسن جاي وهو شايل كيرم على ظهره ولابس بشت مايل وطاق نظارات شمسيه بالليل .


حسن:

“وش ذا الجلسة الحلوة؟ والله اني حسيت إنكم جالسين هنا قلت ماتحلوّ  الجلسة بدون كيرم”


موها:

حسن! قسم بالله وحشتن وانت ما تعرفن أصلاً”


حسن:

أها أنت شكلك من اللي يسحبون كثير، بس دامك موجود… رحبوا فيه يا جماعة!


الجماعة يبدون يلتفتون لبعض وفوق روسهم علامات استفهام، لكن مع ذلك يحسون إن موها وحسن رغم دخولهم المتأخر، إلا إنهم كانوا الجزء اللي ناقص…


بعد ما ناموا باقي أعضاء القروب، وهدأ كل شي


موها ماجاه النوم .. جالس على صخرة تحت ضوء القمر ياكل من السكري ويمخمخ، 

شوي الا يجيه حسن جايب الكيرم معه . 


حسن:

“سلخير… حتى أنت ماجاك النوم؟ وش رايك نلعب كيرم ونفضفض لبعض؟”


موها:

“الصدز والله عاد أنا دايم ودي أفضفض بس محد معطين وجه”


حسن:

“طيب خلاص… أول سؤال: كنت طول الوقت تراقب القروب وما تدخل ليش؟”


موها يبتسم وهو يطالع القمر:

أنا كنت من أوائل الناس اللي دخلوا بذا القروب… ما كنت أحتسي كثير ولانيب راعي قرق، بس كنت اويدز واشوف كل شي على الصامت … الضحك، المشاكل،الدوري،التصاميم… لين شفت بينقو الحجر وهذا هو اللي لخبط اعداداتي واستحوذ على تفكيري وصرت ادخل كل يوم عشانوه يارجال صرت كل مانمت احلم اني أحجر ٣ خرفان واذا صحيت من النوم أفكهم!! 


حسن :

“أنت تحفة، يا رجال من دخلت وكأنك جاي من كوكب ثاني لكن الأكيد ان شخصيتك مميزة ، بس قبل تنام حط برسيم عند مخدتك للخرفان .”


موها يضحك:

“طيب جا دوري ابسألك يالعينين وراه دايم تقول سلخير؟”


حسن يفرد جسمه ويقول بفخر:

“سلخير؟ هذي ما هي مجرد كلمة… هذي هويتي يا موها! من أول يوم أدخل فيه أي قروب وأقول سلخير، كل الناس يحفظوني… وقلت خلاص، أنا وسلخير و الكيرم، ثلاثه في واحد !”


موها :

“عجيب .. أقول حسن… تصدق انك طيب قوّه، ما قد زعلت من أحد؟”


حسن يعدّل جلسته:

“تدري…دايم يضحكون إذا انا دخلت، ويضحكون على سوالفي بس اذا جاء وقت الجد ما أحد يوقف يسمعني صدق، قليل اللي يسألني: حسن، وش فيك؟ لكن مع مرور الوقت أستوعبت ان الناس كلها عندها ظروف، وعرفت انه مافيه وقت للزعل لأن بالاصل القروب متنفس للوناسه والضحك خصوصًا مع اعضاء مثل اللي فيه ”


لحظة صمت بينهم،


موها يناظر فيه ويقول:

“ياخي كلامك صدق دخل قلبي، وأقولها لك بصراحة… كنت ما أطيق الكيرم! بس يوم شفت شغفك لها، غصب عني صرت أحبها وشكلي بصير ٢٤ ساعه مطنبز خشتي وألعبها”


حسن:

“وانا أقولك بصراحة… كنت أشك فيك بالبداية، أحسبك جاسوس!!!”


موها: تصدق اشتقت لهم .. بالذات زفوته 

حسن: لاتعيدها بالله .. زفوته لايمثل أي نوع من الاشتياق ! 

الاثنين يضحكون ويكملون لعب الكيرم ، 


نهاية المشهد،

تعليقات